د.بشير حداد في الاحتفال المركزي لحقوق الإنسان، يؤكد على أهمية وضع استراتيجية وطنية متكاملة لحقوق الإنسان والعمل على تطوير المنظومة الوطنية وتعزيز كفاءتها في إطار من الشراكة والتفاعل مع الآليات الإقليمية والدولية.

أقيم اليوم في مقر مفوضية حقوق الإنسان احتفالا مركزيا بمناسبة الذكرى (٧٠) لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بحضور نائب رئيس مجلس النواب العراقي د.بشير حداد وعدد من السادة النواب والمسؤولين في الحكومة وممثلي عن منظمات المجتمع المدني وجمع من الناشطين والمثقفين والإعلاميين، وألقى الحداد كلمة أشار فيها الى مبادئ حقوق الإنسان الراسخة في الفكر الإسلامي وهو مبدأ الحفاظ على كرامة الإنسان، أما الحديث عن بنو البشر يعني الحديث عن الوجه الحقيقي للحياة، وأن إقرار حقوق الإنسان من أهم المواضيع لأنها واكبت الفرد عبر مختلف العصور والظروف.

نائب الرئيس أضاف بقوله” حقوق الإنسان اليوم هي قضية دولية تداخلت مع السياسة والاقتصاد، ويعد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي أقر من قبل الأمم المتحدة عام ١٩٤٨ وبمشاركة أكثر من (٥٠) دولة من الدول الأعضاء في إعداد الصيغة النهائية، وهذا الاعلان وثيقة دولية رسمية لضمان حقوق الإنسان ونالت تلك الوثيقة موقعا ومكانة هامة في القانون الدولي”.

الحداد أكد حاجتنا اليوم على ضرورة إتخاذ إجراءات واقعية وعلمية تضمن حماية الحقوق الفردية للإنسان، وعلى عاتق الجميع مسؤولية لنشر ثقافة التعايش السلمي والمصالحة المجتمعية ونبذ التطرف والأفكار الظلامية، ويجب حماية الإنسان من كافة أشكال العنصرية والتعصب الديني والمذهبي، وشدد سيادته على ضرورة إزالة آثار الإرهاب وينبغي بلورة استراتيجية وطنية متكاملة لحقوق الإنسان والعمل على تطوير المنظومة الوطنية وتعزيز كفاءتها في إطار من الشراكة والتفاعل مع الآليات الإقليمية والدولية.

د.بشير حداد، أوضح بأن ما جرى في وطننا وفي البلاد المجاورة من انتهاكات كبيرة ومؤلمة لحقوق الإنسان في سلسلة من الجرائم البشعة على يد الإرهابيين في العراق وسوريا، كان بشكل ممنهج وواسع النطاق، وقد شملت هذه الانتهاكات قتل آلاف المدنيين الأبرياء وعمليات الخطف والاغتصاب والرق والاتجار بالنساء والأطفال وتدمير الأماكن ذات الأهمية الدينية والتراثية، وجرائم أخرى تندى لها الجبين، وتم استهداف العراقيين من قبل داعش والمجموعات المسلحة ضد أفراد المكونات العرقية والدينية المتنوعة من التركمان والشبك والمسيحيين والآيزيدين والصابئة والكاكائيين والكورد الفيليين وحتى العرب من السنة والشيعة وآخرين حيث تعرضوا جميعاً لانتهاكات جسيمة وكارثية لحقوق الإنسان وفق سياسة مظلمة تهدف الى تدمير وقمع وإخراج هذه المكونات من المناطق التي عاشت فيها منذ مئات السنين.

نائب رئيس مجلس النواب العراقي أشاد خلال الكلمة بشجاعة وأيمان الجيش والبيشمركة والحشد الشعبي وأبناء العشائر الأصلاء لتحرير الاراضي والمناطق من دنس داعش الإرهابي، وعلى جميع القوى الوطنية والقادة السياسيين بتوحيد الجهود لأننا نحتاج الى وقفة وطنية جادة لمرحلة ما بعد داعش، وأمام الحكومة والبرلمان العمل الكثير لأن التركة بالفعل ثقيلة، مضيفاً بالقول”العراق عانى لأربعة سنوات متتالية منذ دخول داعش عام٢٠١٤ من أزمة أمنية واقتصادية ومالية أثرت بشكل كبير على جميع مفاصل الحياة، ونكررها مرة أخرى نحن بحاجة الى وقفة وطنية شاملة لكي ننهض بالبلد من جديد ونؤمن لعوائلنا وأطفالنا مستقبل يسوده الوئام والسلام والاستقرار وحياة كريمة للإنسان حماية وصيانة حقوقه”.

وفي الختام ثمن الحداد جهود المفوضية العليا لحقوق الإنسان وماقدمته من معلومات واحصائيات وتقارير مفصلة لمجمل الأوضاع الإنسانية ونقل الصورة الحقيقية الى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في المحافل والمؤتمرات العالمية ، وإيصال الحقائق وحجم الجرائم التي أرتكبت ضد شعبنا وأهلنا في الموصل والأنبار وديالى والمناطق الأخرى، وسعيهم الدائم لتفعيل القرارات الدولية التي تتعلق بالجوانب الإنسانية وحاجة العراق للدعم الدولي والعمل المشترك مع المنظمات والمؤسسات الإنسانية لمساعدة النازحين والمتضررين من أبناء شعبنا.

المكتب الاعلامي لنائب رئيس مجلس النواب العراقي
الإثنين ١٠ كانون الأول ٢٠١٨