نص كلمة السيد حسن كريم الكعبي النائب الاول لرئيس مجلس النواب خلال احتفالية ” اليوم العالمي لحرية الصحافة “
السيدات والسادة اعضاء مجلس ألنواب المحترمون
السيد نقيب الصحفيين المحترم
الإخوة والاخوات الحضور الأعزاء ..
بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يصادف اليوم نتوجه بالتحية والتقدير والإحترام لجموع الصحفيين والاعلاميين في العراق وهم يقومون بكل عزيمة وإصرار بنقل الحقيقة الى العالم.
عندما نجتمع هنا .. في نقابة الصحفيين العراقيين ، نقابة شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري فإننا نستذكر فصولا من النضال في سبيل حرية الكلمة ، وسفرا خالدا من أسماء لامعة واجهت بكل تحد وثبات وصبر القمع والديكتاتورية .. اسماء ومواقف خطت تاريخا مضيئا في سبيل بقاء جذوة الصحافة وهاجا امام كل محاولات التخويف وكتم الاصوات.
نستل من تاريخنا الطويل في الصحافة العراقية اسماء غابت أجسادها لكن روحها باقية تمنحنا الأمل بغد أوسع حرية ومستقبلا ذا رؤية اوضح ، فلا يمكن ونحن نحيي اليوم العالمي لحرية الصحافة ان ننسى اسما مثل الشهيد ” ضرغام هاشم ” كنموذج للصحفي الملتزم بحرية الصحافة الذي فقد حياته على يد النظام الديكتاتوري البائد ، كما لا ننسى مئات غيره من صحفيين واعلاميين قدموا حياتهم في سبيل نقل الحقيقة بعد الإحتلال الأميركي والعنف الذي اجتاح البلاد فلذكراهم كل المحبة والوفاء ولعوائلهم كل التقدير .
في هذه المناسبة نؤكد إيماننا الراسخ بأن لا حرية وتقدم وديمقراطية حقيقية بدون صحافة حرة ومستقلة .. ونعتمد سواء على مستوى مجلس النواب او على المستوى الشخصي سياسة الابواب المفتوحة مع اهل الصحافة والاعلام عموما ..
فالصحافة هي السلطة الرابعة الى جانب السلطات الثلاث الأخرى ويجب ان تحترم ليكون لها دور فعال في بناء المجتمع ونهوضه وتطوره وازدهاره ، ونحن في العراق إذ نسير بخطى ثابتة وواثقة في مسيرتنا لتحقيق الإصلاح وإعادة البناء والإعمار ومكافحة الفساد المستشري..
فإننا بأمَس الحاجة لزيادة مساحة حرية التعبير عن الرأي واعتماد الشفافية والانفتاح على الصحافة كونها بوابة الحقائق والتي بلغت سن الرشد بعد ان مرت بمحن وامتحانات وواجهت رصاص الطرقات ، لتكون معينا لنا في مسيرتنا وذراعا مساندا في عملنا وداعمة لنا في نقل كل ما من شأنه النهوض بالبلد وتطوره..
كما يقع على عاتق الحكومة ومؤسساتها ورجال السياسة ان يكونوا اكثر تسامحا وتقبلا للنقد البناء واحتواء من يسيئ ، فنحن بعد النصر على تنظيم داعش والاوضاع العامة في المنطقة بحاجة ماسة لكل جهد بناء وصادق لحماية البلد وبنائه .
إن مجلس النواب سبق أن قام بتشريع القوانين المتعلقة بحماية الصحفيين كما أنه ملتزم دوما في تشريع القوانين التي تحمي الصحافةَ المستقلة وحرية التعبير والحق في الحصول على المعلومات ، كما أن تمرير قوانين خلافية مثل قانون مكافحة جرائم المعلوماتية لن يمرر من دون توافق وتفاهم عبر الانفتاح واللقاء مع نقابة الصحفيين والمنظمات المهتمة بالإعلام والناشطين ومنظمات المجتمع المدني ، فلن ننفرد بمفردنا من دون حصول إجماع او تفاهم وطني على انفاذ تلك القوانين ..
كما نذكر بأهمية مساعدة من يحتاج للمساعدة من صحف مستقلة تعاني أزمات مالية تهددها بالاقفال وتشريد العاملين فيها وهو ما يتطلب تشريع قانون لتقديم منح ومساعدات مالية للصحف لضمان استقلاليتها وعدم خضوعها للابتزاز او الأهواء السياسية.
كما نشدد على ضرورة القبض على مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين وتقديمهم للقضاء ، ومثل ما للصحفي من حقوق ملتزمون بها فان عليه واجبات أيضا ، فعلى البعض الابتعاد عن سوء استغلال الحرية الممنوحة وترويج الاشاعات والتسقيط السياسي ونقل المعلومات من غير ادلة والتشهير والتلفيق فكل ذلك يحاسب عليه القانون .
إن الصحافة اكبر من مهنة .. فالصحافة مسؤولية ومن دون حرية الصحافة والتعبير لن تكون هناك ديمقراطية بل سيكون الحديث عنها نوع من العبث، فالصحافة هي البوابة الاوسع للوصول الى الديمقراطية وهي عين الشعب للوصول إليها ولن نقبل ان تتم تغطية هذه العين.
وندين القمع والتغييب والقتل والاحتجاز التعسفي الذي يتعرض له الصحفيون في بؤر التوتر بالعالم ولا ننسى مايتعرض له الصحفيون في فلسطين الحبيبة المناضلون في سبيل الحقوق والحرية ودولتهم المستقلة وهم يواجهون بكل شجاعة الآلة الإعلامية والعسكرية للاحتلال الصهيوني الغاشم فلهم منا التحية.
في الختام لن تكفي كلمات الوفاء لرد الجميل لكم ايها الصحفيون وسنبقى الى جانبكم وندعمكم من اجل ضمان الحقيقة..
فكل عام وانتم بخير يا أبطال الحرية ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته