الساعدي يبعث برسالة مفتوحة للجنة التخطيط والموازنة في الجمعية البرلمانية الآسيوية
الساعدي يبعث برسالة مفتوحة للجنة التخطيط والموازنة في الجمعية البرلمانية الآسيوية التي تعقد اجتماعها في بغداد غدا الأربعاء 4 / 9 / 2019 وهذا نص الرسالة
السيد رئيس واعضاء لجنة التخطيط والموازنة في الجمعية البرلمانية الأسيوية المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نبارك لكم اجتماعكم في بغداد عاصمة العراق ونتمنى لاجتماعكم ان يحقق أهدافه المرسومة في ظل سياسات الجمعية البرلمانية الآسيوية
ويجدر هنا ان أضع بين اياديكم النقاط الاتية املا ان تؤخذ بنظر الاعتبار من قلبكم ومن خلالكم الى الامانة العامة للجمعية البرلمانية الآسيوية الموقرة
اولا : ان تحديات الامن في منطقة الشرق الاوسط خصوصا واسيا عموما بل العالم اجمع تتصاعد في ظل نمو سياسة ( استقطاب التوتر ) التي نقصد منها ايجاد مناطق للتوتر باستمرار وبشتى الذرائع وهي مما تزيد وتفاقم نمو ( سياسة المحاور ) وهذا ما يؤثر على الاستقرار الأمني في بلدان المنطقة والشرق الاوسط واسيا على نحو الخصوص ويقينا ان ذلك يؤدي الى عدم الاستقرار الاقتصادي وتحقيق أهداف التنمية التي تتوخاها اجتماعات لجنتكم وجمعيتكم البرلمانية الآسيوية
ان استمرار تصاعد الصراع على مناطق النفوذ في الشرق الاوسط اصبح عاملا يهدد ليس فقط الاستقرار الاقتصادي بل يزيد من تفاقم ( الامن القلق ) في المنطقة ويهدد بالتوجه الى حروب مجهولة النتائج على الشرق الاوسط واسيا والعالم اجمع
وهذا يستدعي من جمعيتكم البرلمانية الآسيوية التوجه الى عقد اجتماعا طارئا وعاجلا لتدارس تجنيب الدول الأطراف فيها أضرار هكذا ( صراعات إقليمية ودولية )
ثانيا : ان من اهم العوامل التي تهدد النمو الاقتصادي للدول الأطراف في جمعيتكم الموقرة هو ( الفساد ) ونعتقد ان الفساد اصبح ليس عامل ( هدم محلي وطني ) لكل دولة على حدة، بل ان الفساد اليوم اصبح منظومة دولية وعامل ( تخريب عالمي )
وبعبارة أخرى اوضح ان الفساد اليوم اصبح سلاح يستخدم لتخريب الدول والمؤسسات وتعدى مرحلة كونه وسيلة لكسب الاموال من هذا الشخص او ذاك او هذا الجهة او تلك
ان التحدي الاكبر الذي يواجه التمنية الاقتصادية ومأسسة الدول الأطراف في جمعيتكم البرلمانية الموقرة هو في مكافحة الفساد بوصفه الدولي لا المحلي مما يستدعي عقد معاهدة او اتفاقية للدول الأطراف في جمعيتكم الموقرة لمكافحة الفساد تتضمن الآتي
1- اعتبار جريمة الفساد ( جريمة دولية ) يعاقب مرتكبوها اين ما كانوا وذلك يستدعي ايجاد عقوبات رادعة تصل الى الإعدام حسب نوع جريمة الفساد
2- تسليم المطلوبين بجرائم الفساد المحلي الذي لا يتعدى الدول الأم لهولاء المطلوبين الى بلدانهم وعدم وجود حصانة لمرتكب جريمة الفساد أياً كانت صفته
3- استحداث محكمة دولية لمحاكمة الفاسدين الذين يتعدى فسادهم الإطار المحلي باعتبار ان مثل هذه الجرائم تندرج في توصيف ( الفساد جريمة دولية ) وعلى سبيل المثال لا الحصر ( تجار صفقات الأسلحة )
4- الكشف عن الحسابات المصرفية والأموال التي يمتلكها الأشخاص الذين تتوجه اليهم تهم الفساد محليا او دوليا ( بناء على التوصيفات أعلاه ) ورفع السرية عنها
اننا نعتقد ان مثل هذه الاجراءات يمكن ان تحد من نمو ظاهرة الفساد بشكلها المخيف والمرعب وطابعها الدولي فضلا عن المحلي
وأخيرا اننا نكرر ما دعونا اليه سابقا في بداية هذا العام الى ضرورة الاهتمام بايجاد مشروع كبير في الشرق الاوسط لإعادة الاندماج الفكري والمجتمعي تكون مهمته محاربة الفكر المتطرف والمساهمة في اعادة اندماج المغرر بهم فكريا ومجتمعيا في بلدانهم من قبل الجماعات الإرهابية المتطرفة كداعش والقاعدة وأخواتهما وان ذلك مما يسهم في استقرار المنطقة امنيا وسياسيا وبالتالي يساهم في الاستقرار الاقتصادي والتمنية الشاملة في الدول الأطراف في جمعيتكم الموقرة
نتمنى ان تاخذه هذه النقاط حيزا من اهتمامكم مع تمنياتنا لكم طيب الاقامة في بغداد العاصمة والنجاح لاجتماع لجنتكم الموقرة
الشيخ النائب صباح الساعدي
رئيس كتلة الاصلاح والاعمار النيابية
3 / 9 / 2019