برعاية وحضور رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.. افتتاح اعمال اجتماع اللجنة الدائمة للتخطيط والموازنة في الجمعية البرلمانية الاسيوية بمشاركة 16 دولة
افتتح السيد محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب العراقي اليوم الاربعاء 4/9/2019 اعمال اجتماع اللجنة الدائمة للتخطيط والموازنة في الجمعية البرلمانية الاسيوية المنعقدة في بغداد للفترة من 3-5 من الشهر الجاري بمشاركة ممثلين عن 16 دولة فضلا عن العراق.
وفي مستهل الاجتماع الذي عقد في قاعة الزوراء بفندق الرشيد بحضور النائب الأول لرئيس مجلس النواب السيد حسن الكعبي ووزير الخارجية السيد محمد محمد علي الحكيم و اصحاب لسعادةِ رؤساء البعثاتِ الدبلوماسية، واستهل بالنشيد الوطني وآي من الذكر الحكيم ، اذ رحب السيد سيروان عبد الله الامين العام لمجلس النواب بضيوف العراق من الوفود المشاركة في اجتماع اللجنة الدائمة للتخطيط والموازنة، متمنيا لهم النجاح في اعمال الاجتماع الذي تستضيفه بغداد .
بعدها قال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في كلمته خلال الاجتماع ان اجتماع اليوم استثنائي خاصة أن بغداد تحتضنَ اشقاءَها واصدقاءَها ممثلي البرلماناتِ الاسيويةِ في اجتماعِهم هذا، شاكرا باسمه واسم رئاسة مجلس النواب ونيابةً عن الشعبِ العراقي وممثليه في مجلسِ النوابِ الحاضرين متمنيًا للاجتماعِ النجاح .
ولفت الرئيس الحلبوسي ان “من زارَ بغدادَ سابقا من الاصدقاء هنا سيلاحظُ ولا شكَّ الفرقَ الكبيرَ في نوعيةِ الحياةِ والتطورِ الملموس في شتى المجالات، فبغدادُ اليوم هي غيرُها عن بغداد بالأمسِ وستكونُ في الغد أفضلَ بمشيئةِ اللهِ وتصميمِ العراقيين وان هذا التقدمَ الايجابي لم يأتِ من فراغٍ بل هو انعكاسٌ لإرادةِ شعبٍ قاومَ الارهابَ بأسوء صورِه وضحَّى بالغالي من حياةِ ابنائِه فرفعَ اخيراً رايةَ النصر”مبينا ان” داعش لم يكن تنظيماً ارهابياً فحسبْ، بل كان هجمةً بربريةً تكفيريةً مُظلمةً مدججةً بالسلاح الفتاكِ، وبالأعدادِ الكبيرةِ من الأفرادِ الذين جاؤوا من شتى بقاعِ العالمِ؛ ليمتهنوا التقتيلَ والسبيَ والترويعَ تجاه شعبٍ لم يَتعَافَ بعدُ من الحروبِ والحصارِ والعزلةِ وضنكِ الحياة .”
وأوضح السيد رئيس مجلس النواب إن” شعبَنا انتصرَ بإرادةِ ابنائِه، كل ابنائِه ، بمرجعياتِهِ الدينيةِ الكريمةِ التي وقفت خلفَه، وقادةِ المجتمعِ والرأي، وترابطِ عشائرِه ومكوناتِه، بعسكرييه الابطالِ والمتطوعين الأفذاذِ من الحشدِ الشعبي والعشائري والبيشمرگة، ومدنييه الذين واصلوا عجلةَ الحياةِ رغم المخاطر، وبالدعمِ غيرِ المشروطِ من اصدقائِهِ الاقليميين والدوليين، الذين لا ينسى العراقيونَ صنيعَهم ووقفتَهم وقتَ الشدة” مشيرا إلى أن” النصرَ على داعش هو صفحةٌ مضيئةٌ في حياةِ الانسانية وليس في حياةِ العراقيين وحدَهم، فالارهابُ لم يستهدفِ العراقَ حتى وانْ اختارَ العراقَ ساحةً لحربِه، بل كان يستهدف المنطقةَ ودولَ العالمِ دون استثناء، من هنا كانت عَظَمَةُ المسؤوليةِ الملقاةِ على عاتقِنا كعراقيين في حمايةِ المجتمعِ الدَولي من سرطانِ الارهابِ وتداعياتِه”مشددا على أن” معركتَنا لم تنتهِ بعد، فما تزال امامنا مشكلاتٌ من تلك التي خلَّفَهَا الارهابُ وما تزال تحتاج لمعالجةٍ جادة، كالنازحين الذين مازالوا – ولأسبابٍ شتى – بعيدين عن ديارِهم المحررةِ، واعادةِ اعمارِ المدنِ التي لحقها الدمارُ الكلي او الجزئي نتيجة المعارك ، ورعايةِ عوائلِ الشهداءِ والسبايا والمفقودين والجرحى الذين خاضوا غمارَ الحربِ المقدسةِ على الارهاب ، وعلاجِ الاثارِ الاجتماعيةِ والنفسيةِ والفكريةِ التي نجمت عن فترةِ الارهاب ، والعديدِ العديدِ من الملفاتِ التي ما نزال نعمل ليلَ نهارَ من اجلِ حلِها ، فضلا عن معالجةِ بقايا الوجودِ والفكرِ الداعشي الذي ما تزال بعضُ خلاياه نائمةً.”
وحث الرئيس الحلبوسي على” تضافرِ الجهودِ الدَوليةِ المشتركة لحل المشكلات ، وننتظرُ من اجتماعِكم هذا والاجتماعاتِ التي تليه أنْ تقدموا لنا في لجنةِ التخطيطِ رؤىً ومشروعاتٍ ناضجةً تتعلق بالأولوياتِ والبرامجِ التي تحتاجُها بلدانُنا، ولا سيما أننا في معظمِنا نعيشُ ظروفًا متشابهة ولعل واحدةً من ابرزِ المشكلاتِ التي تعانيها قارتُنا – قارةُ آسيا الثريةُ بمواردِها وبتنوعِ شعوبها وثقافاتِ ابنائِها – هي مشكلةُ التدخلاتِ الخارجيةِ والاستقطاباتِ الحادةِ التي نشهدُها عبر سياسةِ المحاورِ التي تنتشرُ في مناطقِنا وبالقربِ من بلداننا” منوها إلى ان” العراقِ التزم ستراتيجيةً واضحةً الا وهي النأيُ بأنفسِنا عن ايةِ صراعاتٍ عسكريةٍ ومحاورَ سياسيةٍ ذاتِ طبيعةٍ خلافيةٍ، واتخذنا لدولتِنا موقفَ المَعْبَرِ الذي تلتقي فيه الاراداتُ الخيرةُ، وعملُ كلِ ما بوسعِنا من اجل نزعِ فتيلِ الازماتِ وتقريبِ وجهاتِ النظرِ، فيكفينا ما دفعناه ثمنًا لصراعاتِ الاخرين في بلدِنا ومنطقتِنا” مؤكدا على عدم السماح لان يكون العراق جزءًا من الصراعاتِ الدَوليةِ، موضحا بأن” العراقُ يُقيمُ شراكاتِه الستراتيجية ومصالحَه المشتركةَ مع الجميع دون أن يعتريه قلقُ الانحيازِ لهذا الطرفِ او ذاك، وليس غريبا أنْ يُصبحَ العراقُ في الآونةِ الاخيرةِ مرتَكَزا للأمنِ الاقليمي، وان تتكثفَ فيه اللقاءاتُ والزياراتُ والاجتماعاتُ كاجتماعِكم المباركِ هذا؛ كبرهانٍ ساطعٍ على عراقٍ يُولدُ من جديدٍ من تحتِ ركامِ الحروبِ والازماتِ والارهابِ بإرادةٍ لا تلينُ، وعزيمةٍ لا تَفتر .”
من جهتها عبرت السيدة اوسمان اردوغان ممثل رئيس الجمعية البرلمانية الاسيوية عن دعم جهود العراق لتحقيق الاستقرار وان لا يكون منطقة نزاع ، داعية الى مواجهة المنظمات التي تهدد استقرار المنطقة.
ولفتت السيدة اردوغان الى مساهمة تركيا بدعم الاجتماعات التي تقيمها الجمعية لسنتين موضحة ضرورة العمل المشترك لمعالجة التحديات التي تواجه الدول الاسيوية منوهة الى ان الدبلوماسية البرلمانية اخذت دورها في خدمة اعضاء الجمعية.
واشارت السيدة اردوغان الى تفاعل اعضاء الجمعية وتبادل الأفكار التي تخدم مصالح الدول والاقتصادات الآسيوية التي تقع بمركز الاقتصاد العالمي.
بدوره رحب السيد شيركو ميرويس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي باسم اللجنة بالوفود المشاركة مشيرا إلى أن مرحلة البناء التي يشهدها العراق لاتقتصر على اعمار البنى التحتية وإنما على الانسان أيضا.
ونوه السيد رئيس اللجنة الى ان الإرهاب لم يميز بين عراقي واخر لكن الجميع من الجيش والحشد والبشمركة دحروا الإرهاب.
ونوه السيد مير ويس الى ان العراق يعود من جديد مستعيدا حضوره في منطقة الشرق الأوسط والمحتمع الدولي حاثا على مزيد من الانفتاح على العراق بمختلف المجالات والاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة.
اما د. محمد رضا مجيدي الامين العام للجمعية البرلمانية الاسيوية فقد قدم شكره لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي لرعايته اجتماع اللجنة الدائمة للموازنة والتخطيط وللمسؤولين العراقيين على كرم الضيافة في بغداد السلام والثقافة مشيرا إلى أن العراق عضو ملتزم وفعال في الجمعية البرلمانية الآسيوية.
وقدم د. مجيدي تقريرا موجزا عن عمل الجميعية ونشاطاتها في تفعيل الدبلوماسية البرلمانية الاسيوية ونشر السلام والأمن والتنمية المستدامة ودور اعضائها في استعراض القضايا ذات الاهتمام المشترك والملفات الاقليمية والدولية والسعي للحفاظ على الهوية الآسيوية، معبرا عن أمله بأن تكون المشاورات في الاجتماع مفيدة وبناءة.
من جهتها رحبت النائبة الا الطالباني رئيسة اللجنة التحضيرية لاجتماع اللجنة الدائمة للموازنة والتخطيط وعضو لجنة العلاقات الخارجية بالضيوف من اعضاء الوفود المشاركة في الاجتماع مقدمة شكرها لبرلمان اقليم كردستان الذي اقترح عقد اجتماع الجمعية في الاقليم مثنية على من ساهم بنجاح احتفالية الاجتماع.
وستلتئم الوفود المشاركة ظهر اليوم لبدء اعمال اجتماع اللجنة الدائمة للموازنة والتخطيط وفقا للمنهاج المعتمد.
والتقط اعضاء الوفود المشاركة في الاجتماع صورا تذكارية بمشاركة السيد رئيس مجلس النواب العراقي.
الدائرة الاعلامية
مجلس النواب
4/9/2019