كلمة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي بمناسبة ذكرى عاشوراء

 

بسمِ الله الرحمن الرحيم

إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا

صدق الله العظيم

‏أيها الشعبُ العراقي
أيها المؤمنون بالحقِ والتضحيةِ والعدلِ أينما كنتم وأيَ دينٍ اعتنقتم

‏السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عظم اللهُ أجرَكم باستشهادِ منارةِ الحقِ ورجلِ الموقفِ وحاملِ شعلةِ الحريةِ والخروجِ على الطغيانِ ونصيرِ المظلومين سيدِنا الحسين بنِ عليٍ ، عليهِ وعلى أهلِ بيتِهِ وجدِه افضلُ الصلاةِ والسلام .

اليوم نُحيي الذكرى ليس لأنها مناسبةٌ تاريخيةٌ تستحقُ الاستذكارَ فحسبْ .. بل لأنها فعلٌ ثوري مستمرٌ دائم ما دامت للحقِ عُصبةٌ وما دامت للظلم عِصابة .. نحيي ذكرى الحسين المنتفضِ على الجبروت والفسادِ واستغلالِ السلطةِ للقتلِ وازهاقِ الارواح وتكريس الديكتاتوريةِ وسلبِ الحرية وتقسيمِ المجتمعِ على سلطةٍ غاشمةٍ وشعبٍ مقهورٍ ، بدلاً من اَن تكون منظومةً خادمةً لأمةٍ عزيزةٍ وكريمة .

ايها العراقيون
ايتها العراقيات

لقد تجسدت معركةُ الحسين مع الباطلِ على طولِ الزمان وعلى مدى الاجيالِ، وهي معركةٌ متجددةٌ ما بقي للحقِ نصيرٌ ومؤازرٌ، وما دام للباطل أهلٌ وزبانيةٌ وفاسدون وقتلةٌ ومارقون عن الشرائعِ والقوانين ومتجبرونَ وسراق ، وربما تكررَ سيناريو الدم مرةً بعد مرة تماما كما حصلَ في خيامِ أهل البيتِ بكربلاء، وربما قُتِلَ أهلُ الحقِ بخيانةِ وخذلانِ الانصار ، غير اَن الظلمَ ساعةٌ والحقَ الى قيامِ الساعة .

ايها الشعبُ العراقي

لقد تلكأت مسيرةُ الاصلاحِ مرةً بعد مرة رغم جهودِ الخيرين والشرفاء في هذا البلد، من خلالِ إعاقاتٍ متكررةٍ ومتنوعة، ورغم مطالباتِ الشعبِ المشروعةِ بالتغييرِ والاصلاحِ من خلالِ انتخاباتٍ مبكرةٍ وبرنامجٍ حكوميٍ يلبي مطالبَ المواطنِ، من فرصِ عملٍ وخدماتٍ اساسيةٍ تضمن عيشًا كريما له ، وقد اخذنا ‏على عاتقِنا المضي في هذا الطريق رغم كلِ الصعوباتِ والتحدياتِ ، من خلالِ جملةِ اجراءاتٍ هي من صميمِ واجبِنا البرلماني ، وفي مقدمتِها التشريعاتُ الجوهريةُ والرقابةُ الحازمةُ والتحركُ السياسي مع الشركاءِ للتفاهم على خارطةِ طريقٍ جادةٍ وفاعلةٍ تُخرِجُ البلدَ من دائرةِ الاختناقِ الى فضاءٍ من التقدمِ والتطورِ والاصلاحِ الحقيقي .

لقد حاول المرجفون واعداءُ الحقِ توسيعَ الفجوةِ التي احدثتها الظروفُ السياسيةُ بين الشعبِ والطبقةِ الحاكمة ، وعملت ماكناتُ الشرِ والفتنةِ من خلال وسائلِ التواصلِ الاجتماعي ووسائلِ الاعلامِ المأجورةِ على مضاعفةِ حالةِ الاحباطِ واليأسِ وتضخيمِ المشاكلِ لتصعيد حالةِ الغضب ، وتوفيرِ الفرصِ لخطابٍ متشنجٍ ومتوترٍ يفتحُ الابوابَ مشرعةً لخياراتٍ وسيناريوهاتٍ غامضةٍ ومرعبة ، قد تفضي الى المجهولِ وتُضيّعُ الفرصةَ لإيجادِ حلٍ واقعيٍ ، وتُربكُ جهودَ المخلصين والعقلاءَ وسط الضوضاءِ المفتعلة التي يخططُ لها اعداءُ الشعبِ والقانون ، الذين حاولوا تأجيجَ الفتنةِ طعناً في الظهور، وإشعالاً للشكِ، وتفريقاً للصفِ الوطني، وكيداً متواصلاً من خلالِ إشاعةِ خطابِ الكراهيةِ والتخوينِ والتخويفِ والترهيب.

ايها الاخوةُ والاخوات

لقد آن الاوانُ أن نمضي معاً من أجلِ غدٍ أفضلَ لأجياِلنا ، فقد خرج الشعبُ منادياً بالإصلاحِ ومطالباً بحياةٍ حرةٍ كريمةٍ..
واليوم يحدونا الاملُ بالله ‏وثقتُنا بشعبِنا انْ نَعْبُرَ هذا الظرفَ بعد كلِ هذه التضحياتِ ‏لتنتصرَ الإرادةُ الحرةُ كما انتصرت إرادةُ الحسينِ واصحابِه

سلامٌ عليك يا سيدَ الشهداء

سلامٌ عليك وعلى جميعِ الاحرار

سلامٌ على الشهداءِ المصلحين
والمضحين والمخلصين

سـلامٌ عليكَ فأنـتَ الســـلام
وإن كنـتَ مُختَضِبـاً بـالـدم!
وأنـت الدليـلُ إلـى الكبريـاء
بما دِيْسَ من صـدرِكَ الأكـرم!

والسلام عليكم ورحمة الله