نص كلمة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي خلال الحفل الذي أقامته كتلة السند الوطني النيابية، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي وعضو مجلس النواب السابق جمال جعفر (أبو مهدي المهندس)

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
صدق الله العظيم

اصحاب السيادة والمعالي .. اصحاب السماحة
أيها الإخوة والأخوات/ السادة والسيدات نواب الشعب / السيدات والسادة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

تحت قبة مجلس النواب هذا اليوم بشهادة مناضلٍ كبيرٍ وقائدٍ وطني ضحَّى بدمه وقدم خلاصةَ جهدِه وعمره من أجل شعبه وأمتهِ، وضرب أروعَ أمثلةِ الإباء لكي يبقى العراق أبياً سيداً مهاباً مستقلاً .. إنه القائد الشهيد الحاج أبو مهدي المهندس رحمه الله.

نستذكر باعتزاز عالٍ وقفاتِه المشهودة، ومواقفَه الوطنية المعهودة، سواء حينما كان عضوا في مجلس النواب أم في مواجهةِ تنظيم داعش الذي عاث في الأرض فسادا .. فكان بحقٍّ من رجالِ العراق وحماةِ سيادتِه الوطنية.

لقد أقام المهندسُ في سواتر الحرب، وسكن خنادقَ القتال في أحلك الظروف السياسية والعسكرية التي كانت تحاوطُ البلادَ، حيث وصلت داعشُ تخومَ العاصمة لولا هذه المقاومةُ الوطنيةُ الباسلة التي وقفت في مواجهة الطوفان التكفيري، فارتدَّ على أعقابه، وهُزمَ الجمعُ وولوا الأدبارَ، وباؤوا بغضبٍ من الله وفرسانِ الحشدين الشعبي والعشائري، الذين ساندوا ودعموا الجيش بجميعِ صنوفِه وصفوفِه وأجهزتِه وجهازِ مكافحة الإرهابِ والشرطةِ الاتحادية، وقوات وزارة الداخلية وقبل هذا وذاك وقفةُ الامام السيستاني بفتواه التاريخية ووحدةُ شعبِنا وارادتُه الحرَّة.

إن استذكارَ هذا الرجل الكبير وتضحياتِه رسالةٌ في الوطنية وقدوةٌ في الحفاظ على مكاسبِ الانتصار التاريخي الذي تحقق، وإن أعظمَ درس يمكن أن نتعلمه من شهادةِ هذا القائد هي في حماية هذا الانتصارِ والحفاظِ على تلاحمِنا الوطني بوحدةِ الكلمةِ والموقف.

في السنةِ الأولى من استذكارِ مآثر أبي مهدي المهندس، علينا أن نعملَ على الأهداف الوطنية العليا التي عمل عليها ودعا إليها وأصرَّ على تحقيقِها رغم الظروف الملتبِسةِ التي مرَّت بها العمليةُ السياسية..
إن حمايةَ المصالحِ الوطنية العليا، وتركَ ما يفرقُنا، والاجتماعَ على ما يوحد ويسند ويدعم ويسدد المسيرةَ الوطنيةَ، وإخراجَ العراقِ من دوائر الاستقطاب الدولي والإقليمي، هي واحدةٌ من أهم أهدافِ القائد الشهيد، وإذا كانت قوى العمليةِ السياسيةِ جادةٌ في الوفاء لقيم الشهداء ومن أدُّوا دوراً مميزاً واستراتيجياً في حياة الشعب، فإن المهمةَ القادمةَ هي في الحفاظ على إنجاز التحريرِ وعودةِ النازحين إلى ديارِهم والعملِ على مراجعةِ نظامِ العدالة الاجتماعية تماما مثلما كان الأخُ الشهيدُ يمارسُ هذه المراجعةَ في سلوكِه اليومي مع النازحين والمهجرين ومن فقدوا آباءَهم وأمهاتِهم إِبَّان الاحتلالِ الداعشي البغيض.

في الذكرى السنويةِ الأولى لشهادةِ أبي مهدي المهندس، نستذكر الشهامةَ والشجاعةَ والبسالةَ وقوافلَ الشهداءِ الأبرار، الذين صنعوا انتصارَ شعبِنا قبل ثلاثِ سنوات من الآن ..

الرحمة والخلود لشهداء العراق والقائد الشهيد الحاج ابو مهدي المهندس

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته