بيان لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين في الذكرى السنوية لاستشهاد سلوى البحراني

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان

في مثل هذا اليوم ٢٠ من شهر رجب تمر علينا الذكرى السنوية لاستشهاد سلوى البحراني ( رحمها الله ) والتي تعد مثالا ناصعا للمرأة العراقية النبيلة التي اجتمعت فيها الكثير من الصفات الحميدة التي استحقت التقدير والاحترام من جميع طبقات المجتمع العراقي، حيث كانت الشهيدة باتصال مستمر مع رائدة النهضة النسائية في العراق المجاهدة آمنة الصدر( بنت الهدى) وحضورها لمجالسها ومحاضراتها وكانت رفيقة دربها حيث تأثرت بنهجها الرصين في التعاطي مع الأحداث ، إحساسا بالمسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق الرساليين الطليعيين في عملية تغيير الواقع الفاسد في زمن الدكتاتورية الظالمة التي كانت جاثمة بكابوسها على صدره ، حيث خنقت الحريات ، وصادرت الحقوق ، وانتهكت الكرامات والحرمات ، واستهانت بالأرواح والدماء وعبثت بالبلاد والعباد ، وأذاقت المواطنين العراقيين من القهر والقمع والظلم مالم يشهده اي انسان من أكبر الجبابرة والفراعنة طغيانا واستبداداً في التاريخ

لقد اصطفت الشهيدة مع المجاهدات العراقيات وفي مقدمتهن الشهيدة بنت الهدى اللواتي لم يخضعن للطاغوت ولم يستسلمن لسياساته الطائشة التي استهدفت محاربة الفكر الاسلامي الأصيل والشعائر الدينية المقدسة بل وقفت الشهيدة بوجه ذلك النظام واجهزته القمعية التي نقمت عليها لكونها أصبحت مثالا ونموذجا للمراءة العراقية المتألقة الواعية الرسالية الناهضة ، وحركتها بين (بغداد) و(النجف) أرعبت الجلاوزة كثيراً ، ذلك أنهم كانوا يغصّون بنشاطات الشهيدة بنت (الهدى) واذا هم الآن أمام نموذج آخر ينتمي بفكره وروحه ومنهجه الى تلك المدرسة أيضاً ..

ولم تكترث الشهيدة للرسائل التي وصَلَتْها من الأجهزة القمعية – عبر الوسطاء لتخفيف نشاطها الديني والاجتماعي فاستُدعيت الى (الامن العامة) ليُقدّم لها (الثاليوم) الموضوع في الشراب ، لتبدأ رحلة الموت الشاقة عبر معاناة رهيبة ، تَساقَطَ معها الشعر وتكاثرت الأوجاع والآلام المبرّحة، ذابلة كما تذبل الزهور، ووافدةً على ربها بثياب الشهادة، شاكيةً اليه ظُلم الأوغاد، وكبيرهم الذي علّمهم الإجرام ، لتبقى في ذاكرة التاريخ العراقي مثالاً صادقاً على عمق الايمان ،ونقاء السريرة ، ونبل المواقف ،وطهر الذات ،والثبات على خط المواجهة للظالمين

فسلام الله عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حية

الرحمة والخلود لشهداء العراق الأبرار

لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين

2019/3/28