زيارة رئيس مجلس النواب الى واشنطن .. منعطف في الدبلوماسية النيابية 

جسدت مباحثات رئيس مجلس النواب السيد محمد الحلبوسي في زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة مع كبار المسؤولين سواء في الإدارة الأميركية او الكونغرس طبيعة الانفتاح العراقي تجاه مختلف دول العالم من اجل تحقيق مصالحه العليا والاستفادة من الدعم الدولي في معالجة ملفات إعادة الأعمار والتنمية فضلا عن استمرار المساعدة للقوات الأمنية في مجالي التدريب ومواجهة خلايا تنظيم داعش الإرهابي فضلا عن تعزيز التعاون النيابي.

وخلال زيارته إلى واشنطن برفقة وفد نيابي كانت باكورة لقائاته مع وزير الدفاع الأميركي باتريك شاناهان بعد ان جرت مراسم الاستقبال الرسمية في وزارة الدفاع( البنتاغون).

و قدَّم وزير الدفاع الأميركي تعازيه إلى الشعب العراقي بحادثة العبارة ، معبرًا عن ألمه وتعاطفه مع ضحايا الحادث، كما رحَّب بالوفد الزائر، مؤكدًا أهمية تطوير العلاقات الثنائية والتواصل بين واشنطن وبغداد.

الرئيس الحلبوسي عبر خلال لقائه الوزير شاناهان عن الحرص على العلاقات الثنائية، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في المجال الأمني والعسكري والاقتصادي، مبديا سروره للقاء بعد الانتصار على داعش الإرهابي بمساعدة الأصدقاء ومنهم الولايات المتحدة الأميركية، مقدرا عاليًا دور التحالف الدولي بقيادة واشنطن في هذا المجال”، مشيرا إلى أن” العراق انتصر عسكريًّا بتضحيات أبنائه على تنظيم داعش الإرهابي، إلا أنه ما زال بحاجة إلى استمرار الجهود ومواصلة الدعم؛ للقضاء على الخلايا الإرهابية والفكر المتطرف، في تدريب القوات العراقية وتأهيلها والجهد الاستخباري والدعم اللوجستي.”

كما تناول اللقاء ضرورة بذل المجتمع الدولي جهودا بشكل واضح في ملف الإعمار والاستقرار للمناطق المحررة، وإعادة النازحين الذين ما زال الآلاف منهم في مخيمات النزوح، مؤكدًا ضرورة إسناد الحكومة العراقية لتقديم الخدمات لهذه المناطق؛ من أجل غلق ملف النزوح الذي سيُسهم إيجابا في عدم عودة داعش وانتشار فكره المتطرف مرة أخرى، فضلا عن توفير فرص العمل من خلال المشاريع الاستثمارية؛ للقضاء على البطالة، منوها إلى أن الظروف الآن مؤاتية أكثر من أي وقت سابق لإعادة إعمار العراق، ومن الأفضل استثمار هذه الفرصة؛ من أجل استقرار العراق الذي سيسهم في استقرار المنطقة.

بدوره عبَّر شانهان عن إعجابه بالقوات العراقية وتطورها، مؤكدا استمرار الدعم للحكومة، وإسناد القوات، والتطلع إلى المزيد من التعاون بين بغداد وواشنطن وبما يخدم مصلحة الشعبين الصديقين.

وانصبت مناقشات رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي مع كبار المسؤولين في إلادارة الاميركية ومن بينهم نائب الرئيس الأميركي مايك بنس على الملفات ذات الاهتمام المشترك، واستمرار التعاون بين البلدين في المجالات كافة.

وبحث الرئيس الحلبوسي مع بنس جهود القضاء على الإرهاب ومكافحة الفكر المتطرف والقضاء على منابع تمويله، واستمرار التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بتقديم الدعم الأمني والاستخباري للعراق في هذا الشأن، كما تم التأكيد على ضرورة تفعيل الملف الاستثماري في عدة مجالات ودعم الحكومة العراقية لتوفير الخدمات اللازمة للمواطنين وتوفير فرص العمل.

وتطرق اللقاء إلى ملف إعادة النازحين، وتأمين المناطق المحررة، فضلا عن مناقشة وضع الأقليات في العراق، والتأكيد على ضرورة عودتهم إلى مناطقهم،

اما خلال لقاء رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فتم التركيز على تطوير سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات محاربة الاٍرهاب والتعاون  الاقتصادي ومناقشة الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق، واستمرار الجهود في مكافحة الإرهاب وفكره المتطرف، وملف تأمين الحدود وهزيمة داعش نهائيا، ومنع عودتها مرة أخرى، والتأكيد على الالتزام بسيادة العراق وأمنه وازدهاره.

كما تطرَّق اللقاء إلى ضرورة بذل جهود من قبل المجتمع الدولي بملف الإعمار والاستثمار والانفتاح على المجتمع العربي الدولي لدعم الحكومة العراقية؛ لتقديم الخدمات للمواطنين، وتوفير فرص العمل من خلال المشاريع الاستثمارية؛ للقضاء على البطالة الذي يسهم في إعادة الاستقرار.

كما تم التداول بين رئيس مجلس النواب مع نائب وزير الخارجية الأميركي جون سيليفان بشأن  الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأميركية والعراق، واستمرار الجهود في مكافحة الإرهاب وفكره المتطرف وهزيمة داعش نهائيا، وتأكيد أهمية الالتزام بسيادة العراق وأمنه وازدهاره بعيدا عن التهديدات.

كما أكد اللقاء أهمية التعاون بين بغداد وواشنطن في المجال الاقتصادي والاستثماري، وإعادة الإعمار ودعم الحكومة العراقية؛ لتقديم الخدمات للمواطنين، وتوفير فرص العمل من خلال المساهمة الفعلية للشركات الأميركية في مشاريع إعمار البنى التحتية والخدمية للمدن العراقية كافة.

وتصدر ملف تطوير العلاقات بين السلطتين التشريعيتين العراقية والاميركية سلم أولويات اهتمام الرئيس الحلبوسي الذي ناقش مع رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتفعيل لجان الصداقة البرلمانية واستمرار التعاون المشترك في المجالات كافة.

اللقاء بين الرئيس الحلبوسي ونظيرته الأميركية تطرق إلى التأكيد على انفتاح العراق على المجتمع الدولي؛ للمضي بإعادة الإعمار والاستثمار من خلال استقطاب الشركات العالمية ومنها الشركات الأميركية، فضلا عن توفير فرص العمل للمواطنين والقضاء على البطالة.

ووجه السيد رئيس مجلس النواب دعوةً إلى السيدة نانسي بيلوسي لزيارة العراق.

وفي ذات السياق جاء لقاء رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي برفقة الوفد النيابي مع  زعيم الأغلبية الجمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي ميتش ماكونيل في إطار تعزيز  العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة.

وقال الرئيس الحلبوسي إن”التنظيم الإرهابي المتطرف لا يستهدف العراق فحسب، بل يستهدف العالم، وعلى المجتمع الدولي أن يتحد لمحاربته”.

وأضاف أن “العراق قدَّم تضحيات نيابةً عن العالم كله، وحقق الانتصار العسكري بدماء أبنائه وبدعم الأصدقاء ومنهم الولايات المتحدة الأميركية، ولا بدَّ من دحر الإرهاب نهائيا، فما زالت هناك جيوب وخلايا نائمة، ونعتقد أن هذا هو تحدٍّ آخر يحتاج إلى استمرار التعاون بين العراق وأصدقائه؛ للقضاء على هذا التنظيم وفكره المتطرف؛ من أجل عراق مزدهر وآمن ومستقر”.

وتابع الرئيس الحلبوسي بأن” أحد التحديات التي تواجهنا هي عودة النازحين واستقرارهم، وتوفير الخدمات للمواطنين، وندعو الشركات العالمية ومنها الأميركية للدخول إلى الاستثمار، فالعراق بحاجة إلى نوعين من المشاريع، منها طويلة الأمد كقطاع النفط والطاقة، ومنها القصيرة والمتوسطة في قطاع التعليم والصحة والسكن”، مشيرا إلى أن” الظروف أصبحت الآن مؤاتية أكثر من أي وقت آخر، ولا بدَّ من تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين من خلال المشاريع التي تصل إلى المواطنين بشكل مباشر.”

من جانبه عبَّر ماكونيل عن التزام الولايات المتحدة الأميركية بدعم العراق واحترام سيادته كحليف قوي بعيدًا عن أي خطر وتهديد، والعمل على بناء علاقات اقتصادية تخدم مصلحة الشعبين الصديقين.

ووجد رئيس مجلس النواب السيد محمد الحلبوسي في الزيارة إلى واشنطن فرصة مهمة للتفاعل المباشر مع الطبقة المثقفة والاكاديميين وصناع الرأي من اجل عرض تطورات الأوضاع في البلد بوضوح بعيدا عن محاولات التشويش من قبل بعض الإعلام المناوئ للعملية السياسية في العراق.

وجاءت مشاركة الرئيس في الجلسة الحوارية لمعهد السلام في واشنطن تحت عنوان(: هل البرلمان العراقي الجديد سيجلب التغيير ؟) في سياق التعريف بدور مجلس النواب تشريعا ورقابة وتمثيلا فضلا عن التطرق الى مستقبل العراق والمرحلة القادمة.

ولم يغب عن رئيس مجلس النواب الاطمئنان على وضع الجالية العراقية في إذ جاء اللقاء مع وفد من الأقليات العراقية في الولايات المتحدة الأميركية ضم ممثلين عن الايزيديين والمسيحيين والصابئة المندائية في سياق الحرص على أوضاعهم والاستماع إلى مطالبهم وأبرز احتياجاتهم.

وقال رئيس مجلس النواب خلال اللقاء إن “العراق يمتاز بتنوع مكوناته الأصيلة، والحكومة العراقية حريصة أن يكون العراق لكلِّ العراقيين بكل مكوناته من أقصاه إلى أقصاه”، مشيرا إلى أن البرلمان سيعمل على تشريع القوانين التي تضمن حقوق الأقليات .

وأوضح الرئيس الحلبوسي”نعمل بشكل جادٍّ وسريع على تأهيل مناطق أبناء العراق من الأقليات وجميع المكونات، وغلق ملف النزوح بشكل نهائي، فضلا عن توفير متطلبات الحياة الكريمة لهم، وإبعادهم عن المشاكل السياسية”، مؤكدا على ضرورة انخراط أبناء الأقليات بمؤسسات الدولة، ومنها المؤسسة الأمنية، والاستفادة من خبراتهم وكفاءاتهم، والعمل على تسلمهم مناصب في الدولة.

ومما تقدم فان زيارة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي الى الولايات المتحدة تمثل منعطفا في الدبلوماسية النيابية التي حرصت الرئاسة الشابة على تفعيلها بشكل جاد من اجل تعزيز الانفتاح الاقليمي والعربي والدولي تجاه العراق والاستفادة من ذلك في تحقيق الاستقرار في امن البلاد وتنميتها اقتصاديا عبر الاستفادة من الخبرات الدولية والحصول على دعم للعراق في خططه الرامية لمعالجة ملفات مهمة منها النازحين واعمار المدن المحررة.

 

الدائرة الاعلامية

مجلس النواب

2 نيسان 2019