نص كلمة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في المؤتمر الثلاثين الطارئ للاتحاد البرلماني العربي حول دعم الأشقاء الفلسطينيين ومساندتهم في قضيتهم العادلة (قضية العرب والمسلمين).

 

‏السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته

‏في لحظة تاريخيةٍ فارقةٍ ومهمةٍ وخطيرةٍ وحساسة من حياة الامةِ العربية والإسلامية نلتقي اليوم في عمّان الهاشميةِ العربية – صاحبةِ الوصاية الشرعيةِ والقانونية على المقدساتِ الاسلاميةِ والمسيحية في مدينةِ القدس الشريفة – والتي كانت ‏ومازالت مبادِرةً من خلال قيادتِها وحكوماتِها وشعبِها لدعمِ القضيةِ الفلسطينية .

نلتقي اليوم ونحن أمام مسؤوليةِ اتخاذِ القراراتِ اللازمة حيال التحركاتِ والأطماعِ الصهيونيةِ التي تساندُها جهاتٌ دوليةٌ بشكلٍ غيرِ منصفٍ ولا قانوني خلافًا لقرارات الشرعيةِ الدولية على مدى اكثرَ من سبعين عاماً ، فضلاً عن الإعتداءاتِ المتكررةِ لمئاتِ المراتِ على المقدساتِ والممتلكاتِ والأرواح .

‏أصحابَ المعالي المحترمون

‏إنني وانطلاقًا من مسؤوليةِ تمثيلِ بلدي وشعبي في هذا اللقاءِ العربي التاريخي أؤكد الموقفَ العراقي الثابتَ والمبدئي من القضيةِ الفلسطينية وتحديداً الإجراءاتِ الأخيرةَ أحاديةَ الجانبِ التي يُراد أن تمررَ بشكلٍ أو بآخرَ إجحافاً للحق الفلسطيني ، وأشدد على وقوفِ العراق مع الشعبِ الفلسطيني في حقِهِ بإقامةِ دولتِهِ المستقلةِ على كاملِ أراضيه ورفضِ كلِ أشكالِ التطبيع مع الكيان الاسرائيلي الغاصب وكلِ محاولاتِ فرضِ المشاريع المنحازة ومحاولاتِ تمريرِها عبر سياسةِ فرضِ الأمر الواقع .

وهو موقفٌ يمثل العراقَ كلَ العراقِ بكلِ مكوناتِه وأطيافِه
إنه موقفُ رجالِ العراق الذين واجهوا الارهابَ وقدموا الشهداء وهو موقفُ نساءِ العراق اللائي زغردن لألويةِ الجيشِ العراقي وهي تغادرُ للقتال في حربِ الثمانيةِ والأربعين، لتتحولَ هذه الزغاريدُ الى بسالةٍ عراقيةٍ في معاركِ جنين .

أيها السيدات والسادة

لقد تحمَّلَ العراقُ ظروفاً خطيرةً ومر بمرحلةٍ عصيبةٍ ومع كلِ ما تعرض له فإن مواقفَه المبدئيةَ الثابتةَ نابعةٌ من إيمان شعبِه بهذه القضيةِ ودعمِه الكاملِ لحقِ الشعب الفلسطيني في الحياةِ والحريةِ والكرامةِ ورفضِه التام لكلِ المبادراتِ الهجينة، وعلى رأسِها ما يُسمى بـ«صفقة القرن» التي تتعارض مع حقِ الشعبِ الفلسطيني في العودةِ وإقامةِ دولتِه المستقلةِ وعاصمتِها القدس ، وهو موقفٌ نابعٌ من إيمانِ شعبِنا العراقي بهذه القضية شأنُه في ذلك شأنُ جميعِ الشعوبِ العربية .

‏أصحابَ المعالي

دعوني أقول إننا اليوم بأمس الحاجةِ إلى موقفٍ واضحٍ وصريحٍ بعيدًا عن الجُملِ الرماديةِ الفضفاضةِ القابلةِ للتأويل ، فقوةُ الموقفِ اليوم تُستَمدُ من قوةِ التكاتفِ العربي والإخلاصِ والثباتِ عليه وعدمِ الترددِ في إعلانِه ، فليس ثمةَ عيبٌ أو عارٌ في أن يطالبَ العربي بحقِه الشرعي والتاريخي ، وكلُ ذلك كي نقطعَ الطريقَ على أيةِ آمالٍ قد يبنيها للعدو الاسرائيلي على المناطقِ الرخوةِ في الموقفِ العربي .

إننا في هذه اللحظةِ بحاجةٍ الى استعادةِ روحِ الكفاح العربي والأملِ العربي الذي يمنحُنا الثقةَ بالعودةِ والاستعادةِ لارضِنا المسلوبةِ وقدسِنا المغتصبِ
تماما مثلما يصفُ هذا الأملَ شاعرُ الثورةِ الفلسطينية محمود درويش حين يقول :

آه يا أطفالَ بابل
ستعودون إلى القدسِ قريباً
وقريباً تكبرون

‏وختاماً اتقدم بالشكرِ الجزيل ‏للمملكةِ الأردنيةِ الهاشميةِ وعلى رأسِها جلالةُ الملك عبدالله الثاني وشعبُ وحكومةُ المملكةِ ومجلسُ نوابِها ومعالي الاخ المهندس عاطف الطراونة على حسنِ الضيافةِ العربيةِ الهاشميةِ والتفاعلِ والتواصلِ الجادِ لدعم القضية الفلسطينيةِ،، كما واشكرُ اخوتي واخواتي اصحابَ المعالي ورؤساءَ الوفودِ البرلمانيةِ العربيةِ لحضورِ الجلسةِ الثلاثين لمجلسِ ‏الاتحادِ البرلماني العربي لمناقشةِ المستجداتِ الحساسةِ واتخاذِ موقفٍ عربيٍ موحد

حفظ اللهُ أمتَنا وحمى الله فلسطينَ وشعبَها العربي الأصيلَ وعاصمتَها القدس الشريفة

‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته