الأمين العام لمجلس النواب الدكتور سيروان عبدالله سيريني يستقبل المشاركين في دورة الدفاع الوطني ٢٤

كلمة الدكتور سيروان عبدالله سيريني صباح اليوم الثلاثاء 4/5/2021 خلال إستضافة المشاركين في دورة كلية الدفاع الوطني ٢٤

السادة المشاركين بدورة الدفاع الوطني

بإسم مجلس النواب نرحب بكم اجمل ترحيب وندعو الله في هذا الشهر الكريم ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال، ويسعدني أن أُرحب بكم وانتم في بيت الشعب وبين أطيافه كافة وان يوفقنا لجعل هذه الزيارة الكريمة لنخبة من المشاركين في دورة الدفاع الوطني رقم 24 ، بوابة تفتح امامنا التواصل مع جميع المستفيدين والشركاء فيما يخص أعمال هذه الدورة.

وايماناً بالدور الابوي لمجلس النواب والامانة العامة فيها نعرب عن املنا ان تكون هذه الزيارة مثمرة وناجحة وتحقق الغايات المنشودة والطموحات المرجوة منه في التعريف بعمل مجلس النواب ومهامه ودوره ووظائفه في الجانبين التشريعي والرقابي .

كما نرجو من ان تكون هذه الزيارات والورش منطلقاً لتحقيق شراكة حقيقة مع بقية الجهات المعنية داخل مؤسساتنا وهيأتنا الحكومية وخارجها وذلك من أجل انجاح​ الدور المناط بالجميع
بروح الفريق الواحد كلا حسب اختصاصه للوصول الى الهدف المنشود مؤمنين بالرؤية الشاملة والمتمثلة في بناء مجتمعٍ تسوده المعرفة والوصول الى الريادة في مجالات الحياة كافة.

ومنذ تلقينا الخطابات الرسمية لهذه الزيارة وجهنا دوائر الامانة العامة المعنية باجراء اللازم وتشكيل لجنة تضم عددا من السادة المدراء العامين والمستشارين للوقوف على احتياجات المشاركين وتقديم كل ما هو ممكن من اجل ان يخرج المشاركون باكبر قدر من المعلومات والبيانات التي يحتاجونها وتساعدهم في زيادة مستواهم المعرفي في الامور التشريعية والرقابية وعمل مجلس النواب ودوائر الامانة العامة .

واسمحوا لي في هذا الوقت المتاح لنا ان القي على مسامعكم الكريمة ومضة سريعة ومقتطفات من هنا وهناك لمسيرة العمل في مجلس النواب والامانة العامة فيها.

حيث جاءت في كثير من نظريات الادارة الحديثة التأكيد على مبدأ تحديث المؤسسة بين حين وآخر مع محاولة الابقاء على الاهداف لاستراتيجية الذي على اساسه قامت المؤسسة وذلك طبقاً للنجاحات والإخفاقات التي جرت وفق الخطط الموضوعة مسبقاً.

ولذا نقول ان من اهم مؤشرات النجاح وأسبابه هو الاعداد الجيد والمدروس لبرامج العمل ومتابعة تنفيذها بدقة عالية وعن قرب، وعدم إغفال أي مرحلة من مراحلها، لأنه سيؤدي بلا شك الى إحداث ثغرة في الاداء ستؤدي هي الاخرى الى فشلٍ في النتائج.

كما تعلمون أن نقطة التحول في أحياء السلطة التشريعية قد بدأت مع سقوط النظام السابق، حيث تم تبني النظام النيابي والآليات الديمقراطية معا، وكانت أولى أدوار السلطة التشريعية في الأصلاح السياسي كما ذكرنا آنفاً تتمثل بوضع دستور دائم للبلد وقد نجحت السلطة التشريعية المتمثلة بالجمعية الوطنية انذاك في هذه الخطوة أقل ما يقال بحقها أنها كانت نجاحا باهراً قلّ نظيرها في جميع دول المنطقة خلال أكثر من قرن من الزمان.

وبعدها أسهم مجلس النواب في مختلف دوراته باثراء عملية الاصلاح السياسي عبر دوره التشريعي والرقابي وحتى التمثيلي للنهوض بواقع العملية السياسية وتلبية مطالب مختلف شرائح المجتمع العراقي التواق لترسيخ مفاهيم التحول الديمقراطي بما يخدم فرص التنمية والازدهار في العراق.
ولا يخفى على الجميع ان حداثة هذه التجربة حملت معها كثير من المعوقات والتحديات التي القت بظلالها على مخرجات المؤسسة التشريعية وطبيعة العمل والادارة فيها، سنحاول تسليط الضوء على اهم تلك المعوقات والتحديات التي واجهت الامانة العامة لمجلس النواب وسعيها الجاد لايجاد حلولٍ تقوم على اسسٍ متينة وثابتة تليق بالمؤسسة التشريعية .

ومنها :

1ـ الصورة التوافقية والركون لحالة جديدة وهي “المحاصصة” في الوظيفة المدنية.
2ـ غياب الدبلوماسية البرلمانية التي اصبحت منذ فترة ليست بوجيزة ديدن الانظمة البرلمانية والنيابية العالمية لانهم يرونها بديلاً كفوءاً وناجحاً عن الدبلوماسية التقليدية.
3ـ التغييرات السريعة والجامحة على الساحة العراقية التي شهدت بروز الموقف الشبابي المطالب بتحسين الاداء الحكومي لكل مفاصل والبنى التحتية للبلد وعلى اثرها تغيرت ثلاثة حكومات في وقت قياسي لم يتجاوز العام ونصف العام.
4ـ ما ابتلي العالم اجمع به وهي الجائحة الوبائية، والتي القت بظلالها على جميع مرافق الحياة فيها وادت الى توقفها بشكل تكاد تكون بالكامل، وما زال العالم يعيش اضرارها المتراكمة المستمرة.

ومن اجل تذليل تلك المعوقات والاشكالات دأبت الامانة العامة بدوائرها واقسامها كافة بالتنسيق مع رئاسة المجلس الى وضع رؤية شاملة لتجاوز هذه المرحلة بامان ونجاح، نذكر منها:
● توجيه بوصلة العمل في دوائر واقسام الامانة العامة نحو الهدف الرئيسي لمجلس النواب وهي خدمة المواطن والوطن.
● تشكيل خلية أزمة كُلفت باتخاذ الاجراءات والتدابير اللازمة لمنع انتشار فايروس كورونا ومكافحتها وبالتعاون والتنسيق المستمر مع الجهات الحكومية الاخرى لمكافحة ومنع انتشار الوباء.
● وفي ذات الوقت كان لابد من مواكبة الاجراءات العالمية المتخذة لسير اعمالها من مؤتمرات ومحافل محلية او عربية او دولية، حيث تم توفير كل المسلتزمات اللوجستية للمشاركة الدائمة والفعالة ومنها توفير الاجهزة الفديوية ذات الكفاءة العالية وتوضيح الآليات المناسبة للتواجد على المنصات العالمية وحسب التوقيات وبرامج العمل المطروحة وبلغات عديدة مثل (الانكليزية والفرنسية).

واما رؤية الامانة العامة حول تصحيح مسارات العمل في المؤسسة التشريعية، نذكر منها باختصار:
• التواصل المستمر مع البرلمانات العربية والدولية لايجاد رؤى وسبل تنمية وتطوير العمل البرلماني،.
• تلبية كل احتياجات الدوائر واللجان والكتل النيابية بهدف تطوير عملها والارتقاء بمستواهم الوظيفي.
• استحدثنا معهداً للتطوير البرلماني واكدنا على ضرورة الحاق الموظفين بدورات تختص بالمهام المناطة بهم.
• وعملنا على تطوير و تنمية الموارد البشرية الخاصة بالعمل التشريعي من خلال التدريب المستمر المستند الى خبرات تدريبية عراقية و عربية و عالمية .
• اعادة تقييم اسس النظام الداخلي للامانة العامة لمجلس النواب من اجل مراجعة و تعديل بعض التشريعات و التعليمات لغرض تقوية و تطوير المؤسسة التشريعية.
• بالاضافة الى ان هناك خطوات جدية اخرى توصلت اليها الامانة العامة بالاشتراك مع دوائرها واقسامها، نذكر منها:
• استكمال اجراءات الوصف الوظيفي بما ينسجم مع العناوين الوظيفية لكل موظف.
• هناك خطة لاعادة توزيع الموظفين وحسب مهامهم واختصاصاتهم وخبراتهم.
• وضعنا آلية لتقييم اداء الموظفين وهذا يتطلب مخاطبة الجهات المعنية في وزارة التخطيط او ديوان الرقابة المالية لتوفير ما هو ضروري لهذه الآلية.

وختاماً لا يسعنا ، الا ان نشكر كل الجهود التي بُذلت من كوادر الامانة العامة لمجلس النواب وبالتوجيه المباشر من هيأة رئاستها الموقرة والتعاون والتكامل الدائم على اعلى المستويات .

ومرة اخرى اجدد الترحيب بكم وبوجودكم في مجلس النواب واتمنى لكم طيب الوقت بين اخوانكم.

وندعو الله ان يوفقكم لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

د. سيروان عبدالله اسماعيل
الامين العام لمجلس النواب وكالةً